دكتور عبدالرازق : التقانة اول الجامعات فى استخدام النظم المتكاملة فى ادارة المكتبات

 الخبير في مجال المكتبات  الدكتور :عبد الرازق محمود في افادات جريئة

بفضل ثورة الاتصالات أصبحت (الخرطوم تقراء ) الانتاج الفكري العالمي

التقانة أول جامعة إستخدمت نظام آلي متكامل لادارة المكتبات

 

لايخفى على الجميع الدور المهم للمكتبات داخل المؤسسات التعليمية والمكتبات الثقافية العامة وماتقدمه من معرفة وتعتبر المكتبات بوابة  الحصول المصادر العلمية والثقافية في شتى المجالات وتقوم بتقديم خدماتها على هذا الاساس خاصاً في مجالات البحث العلمي وكان للمكتبات روادها بالخرطوم وثقافة سيطرة على اجيال متعاقبة بيد أن الاعلام السوداني لايسلط الضوء عليها كثيراً رغم المقولة العالمية المتداولة بان (القاهرة تكتب وبيروت تطبع والخرطوم تقراء ) ، جلسنا الى عالم متخصص في هذا المجال له اسهاماته العديدة في المكتبات داخل الجامعات وله اسهاماته على المستوى المحلي والاقليمي وهو  الدكتور عبد الرازق محمود ابراهيم الحاج عميد كلية المكتبات بجامعة العلوم والتقانة في سياحة معرفية وعلمية فالى مضابط الحوار

فى البدء نود ان نتعرف على الدكتور عبد الرازق عن قرب ؟

أنا عبد الرازق محمود ابراهيم الحاج من مواليد مدينة  اربجى عام 1975م،حصلت على درجة  البكالريوس فى المكتبات من جامعة النيلين في العام 1999م وحصلت درجة الدبلوم العالى فى المكتبات جامعة النيلين وبعدها الماجستير  فى المكتبات والمعلومات  من جامعة النيلين وايضاً درجة  الدكتوراه فى نظم  المكتبات الالية  مفتوحة المصدرفى مشروع تشغيل موحد بمكتبات الجامعات السودانية ( نظام كوها) يناير 2020م وتقلدت عددا من المناصب الادارية ، منها مديراً  لقطاع المكتبات بشركة دار وايت نايل  للنشر والتوزيع الشارقة _ الامارات ،  ومحاضر متعاون   بقسم المكتبات  بكلية الآداب  جامعة النيلين منذ العام 2012م ، وجامعة النيل الابيض و منسق عن السودان  فى مجال البرمجيات المفتوحة فى منظمة( eifl)2011_ورئيس قسم الانظمة الالية_ مكتبة جامعة النيلين وعضو اللجنة العليا لمشروع  نظام المكتبات الموحد  ورئيس اللجنة لتنفيذ المشروع  ذلك بدعم من منظمة اليونسكو ونفذت مكتبات جامعة  (الخرطوم _ السودان _ النيلين ) وايضا تقلد منصب عضو للجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم ومنفذ مشروع استخدام الانظمة  والبرمجيات والادوات الحديثة  فى مكتبات  الجامعات السودانية ورئيس لجنة ادارة المحتوى الرقمى بجامعة النيلين ومساعد المدير التنفيذى لائتلاف المكتبات الاكاديمية السودانية

  ×تلك المقدمة الرائعة تجرنا لسؤال مهم عن المشروعات التي نفذتها ؟

قمت بتنفيذ العديد من المشروعات في مؤسسات التعليم العالي و المؤسسات و الوزارات و البنوك ومن اهمها مشروع تطوير مكتبات السلطة القضائية – كردستان العراق تحت رعاية الاتحاد الاوربي يونيو 2011 ومشرو ع اليونسكو 2012 لتشغيل نظام موحد بمكتبات الجامعات السودانية (السودان – الخرطوم – النيلين) ومشروعات تطبيق الانظمة الآلية المتكاملة  بجامعات (ام درمان الاسلامية – جامعة ام درمان الاهلية – جامعة كرري – جامعة الرباط الوطني – جامعة زالنجي – جامعة النيل الازرق – جامعة النيل الابيض –   جامعة الشيخ عبد الله البدري جامعة قاردن ستي – كلية الشرق الاهلية – كلية الخرطوم التطبيقية . وبرعاية  اتحاد الجامعات السودانية  تم تنفيذ المشروعات بكل من جامعة القرآن الكريم – جامعة بحري – جامعة نيالا – كلية نبتة الجامعية – الاكاديمية العليا للدراسات الامنية و الاستراتيجية . الجامعة الوطنية .جامعة بخت الرضا ومشروع اليونسكو (دورات تدريبية) البرمجيات و الادوات الحديثة في مجال المكتبات و (مكتبة مركز الفيصل الثقافي) ومشروع أنظمة المكتبات بمكتبة السلطة القضائية ومشروع ادارة المعرفة ببنك ام درمان الوطني

×ما هى الخبرات التي استفدتها من خلال تجاربك بمكتبات الجامعات السودانية؟

بحمد الله وتوفيقه فقد عملت بعدد كبير من الجامعات السودانية و المنظمات الدولية والاقليمية في مجال أنظمة المكتبات و البرمجيات و الادوات الحديثة اكتسبت من خلال تلك الرحلة العديد من الخبرات و المعارف في المجال .ووثقت من خلال رسالة الدكتوراه لمشروع تشغيل نظام كوها – كنظام موحد بمكتبات الجامعات السودانية ، اشرت فيها لفكرة المشروع ودور جامعة السودان في طرح الفكرة واستضافة جامعة الخرطوم للمشروع ودور جامعة النيلين في تنفيذ المشروع  والخطوات التي تمت حتي تكلل ذلك العمل بالنجاح واصبح من اليسير للطلاب و الباحثين الوصول للمعلومات ومصادر المعرفة في كل الجامعات السودانية بكل سهولة ويسر وذلك من خلال وجود النظام في الصفحة الرئيسية لكل جامعة.

×وكيف ترى تجربتكم الحالية بجامعة العلوم والتقانة ؟

جامعة العلوم و التقانة تعتبر من اولي الجامعات التي خطت خطوات كبيرة في مجال المكتبات حين استخدمت  نظام horizon  وهو نظام آلي متكامل لادارة المكتبات منذ  تسعينيات القرن الماضي وهذا التفرد جعل منها المجال والبيئة و المجتمع المثالي لنجاح كافة الانشطة ، لما لها من امكانيات كبيرة من حيث المحتوي و البنية التحتية و رؤية واضحة المعالم لتوطين التقانة وتسخيرها لمجتمع المعرفة بالبلاد . .

 حدثنا عن المكتبات ودورها  فى بناء مجتمع المعلومات وماهى الاتجاهات الحديثة ؟

لقد ساهمت المكتبات وخاصة بعد التطورات التي شهدتها عقب مشروعات اليونسكو 2012 -2015 في تطوير المستودعات الرقمية و اتاحة الفهارس علي الخط المباشر ومكنت الباحثين واعضاء هيئة التدريس من الوصول لعدد ضخم جدا من كنوز المعرفة ومصادرها المختلفة بعد اتاحة عدد كبير جدا منها علي صفحات الجامعات وبالتالي ساهمت المكتبات في انجاز البحوث العلمية و اطروحات الماجستير و الدكتوراه وبحوث البكلاريوس ، كما ساعدت في اعداد الاوراق العلمية و المشاركة في المؤتمرات الداخلية والخارجية ونشر معدلات الوعي المعلوماتي بين افراد المجتمع .

هل تم اتاحة فرصة  للباحثين  للتنسيق والتعاون  مع المكتبات ومراكز المعلومات الاخرى محليا وخارجيا ؟

 استطاعت مكتبة الجامعة خلق العديد من فرص التعاون مع العديد من المكتبات الجامعية في السودان  وخارجه من خلال مبادرات تبادل المعلومات ومشاركتها خاصة مع مكتبات جامعة الخرطوم و جامعة السودان وجامعة زالنجي وجامعة النيلين و الجامعة الاسلامية وتم التواصل مع منظمة ايفل المتخصصة في شؤون المكتبات الالكترونية حول العالم مما يتيح في القريب العاجل العديد من قواعد البيانات و المجلات العالمية مثل هيناري وابسكو وغيرها من قواعد البيانات العالمية والجامعة لها علاقات مع الفهرس العربي الموحد  للاستفادة من الخدمات و الامتيازات التي يقدمها الفهرس لجميع مكتبات الوطن العربي ،وياتي ذلك في اطار مبادرات الوصول الحر للمعلومات .

 حدثنا عن الانظمة والمشروعات  التى تم تنفيذها بمكتبات الجامعة ؟

 استطاعت مكتبات الجامعة ان تواكب التطورات الحديثة في مجال تشغيل انظمة المكتبات وانظمة ادارة المحتوي الرقمي حيث تم تشغيل كل من نظام :

  1. نظام ادارة المكتبات المتكاملKoha    (كوها ) وهو نظام متخصص في مجال ادارة المكتبات تم تطبيقه وتوحيده في جميع مكتبات الجامعات السودانية حيث يتيح النظام جميع البيانات الببليوجرافية للمصادر التي تقتنيها المكتبة علي فهرس متاح علي الخط المباشر مما يمكن المستفيدين من التعرف علي احتياجاتهم من مصادر المعلومات عن بعد كما يتيح النظام امكانية الجرد الالكتروني لمجموعات المكتبة و الاعارة الالكترونية وحجز المصادر عن بعد و كذلك يدعم النظام انشطة التزويد الالكتروني و العديد من الانشطة و المهام .

النظام متاح علي الرابط       libs.ust.edu.sd:8001

2.نظام  dspace  ديسبيس و هو نظام متخصص في ادارة المكتبات الرقمية و المصادر الالكترونية مما يسهل عملية اتاحة المصادر الالكترونية مثل الكتب و الرسائل و المجلات و الاوراق العملية وامكانية تنزيلها حسب سياسية المؤسسة وقد ساهم النظام كثيرا في عمليات جمع واتاحة المحتوي المعرفي و الذي ساهم بدوره في تصنيف مواقع الجامعات علي الانترنت .

والنظام متاح علي الرابط      https:// repos.ust.edu.sd

  1. مشروع المكتبة الالكترونية

تم تنفيذ مشروع المكتبة الالكترونية بجامعة العلوم و التقانة حيث تحوي عددا كبيرا من المصادر الالكترونية من الكتب  والرسائل و الفيديوهات التعليمية في الطب وطب الاسنان والحاسوب تقدر بحوالى  40 الف وعاء ورقى وجارٍ العمل لتكملة بقية كليات واقسام الجامعة المختلفة وتوفير مصادر الكترونية تدعم عملية البحث العلمي بالجامعة .

ما رايك في مقولة ان القاهرة تكتب و بيروت تطبع والخرطوم تقرأ .

في القرن الماضي وفي ظل انتشار المعارف و العلوم عبر الوسيط الورقي كانت الخرطوم تقرا الانتاج الادبي و الفكري المصري وظهر ذلك في عدد المناسبات الادبية و حتي المناهج العلمية وكمثال لذلك يدرس طلاب المرحلة المتوسطة كتاب الايام لطه حسين والعديد من القصائد الشعرية لاحمد شوقي وغيره من الشعراء و الكتّاب ، ولكن ومع بداية الالفية الجديدة وظهور ثورة الاتصالات و المعلومات اصبحت الخرطوم تقرأ الانتاج الفكري العالمي لسهولة الحصول عليه من خلال الميديا المختلفة مما يزيد من توسيع دائرة المعارف لدي الباحثين و الادباء السودانيين ولم يعد مصدر الهامهم اتجاه محدد، وكذلك انتشرت الكثير من الاعمال الادبية والفكرية السودانية ووصلت للعالمية بفضل شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعية ، مع ظهور بعض السلبيات في استخدام ثورة الاتصالات في بعض الاحيان وخاصة في المجتمعات الريفية التي غزتها الكثير من السلوكيات ولعادات الدخيلة التي لا تمت بصلة لمجتمعنا المحافظ وقد اصبحت معظم الاسر السودانية تجلس وبالساعات الطويلة لمشاهدة المسلسلات الهندية و التركية مما انعكس سلبا علي القراءة وتنمية المعارف و التثقيف المفيد واتمني ألا نسمع مقولة ( أنقرة تنتج و الخرطوم تشاهد)  . نتمني ان تكتب الخرطوم وتنتج وتشاهد وتشارك وتساهم في إثراء تطوير مجتمع المعرفة .

×ماهى التطورات التقنية  الالكترونية  الحديثة  التى طرأت على جامعة  العلوم والتقانة ؟

 تماشيا مع سسياسات وزارة التعليم العالى  التى هدفت  الى تطوير  وتسخير  تقانة المعلومات فى العملية التعليمية  والخدمية  فى الجامعات السودانية ، بما يعرف بالتعليم الالكترونى   وتحول الجامعات بلا ورق، فقد بادرت جامعة العلوم والتقانة منذ عقود بتجهيز البنية التحتية  لتحقيق ذلك الهدف وسخرت له كل امكانياتها حيث أنشات الجامعة شبكة معلومات تقنية  شملت جميع كليات وادارات الجامعة  مع توفير  حزمة بيانات تفى جميع الاغراض التعليمية والبحثية بجانب توفير  بقية الاجهزة والمعدات ،من ثم شرعت الجامعة  الى التحول الرقمى من خلال برامج الكترونية  شملت ،اولا المجالات  التعليمية حيث  أنشات منصة التعليم الالكترونى  واستخدم فيها احدث الانظمة  الالكترونية  هو نظامmoodle  المستخدم فى منصات التعليم الالكترونى  بالجامعات العالمية ، عملت على تدريب وتأهيل اعضاء هيئة التدريس على استخدام المنصة ورفع المحاضرات  ومتابعة الطلاب وتيسير الوصول الى المنصة ، كما تم استخدام انظمة حديثة  للعمليات الادارية  والمالية  بالجامعة  من بداية  عملية التسجيل ودفع الرسوم ومتابعة  اجراءات الطلاب حتى التخرج وغيرها من المستودعات الرقمية الحديثة  ، ويعكس ذلك مدى اهتمام الجامعة للتحول نحو التعليم الالكترونى وفق منهج علمى لتصبح تعاملات الجامعة بلا ورق.