مدير مركز الطاقة المتجدّدة بجامعة العلوم والتقانة في حوار :

البروفيسور عادل حسيب: نُركز على الأبحاث وننتقي مجالات بعينها.

المنعطفات التاريخية فرضت الدخول في مجال الطاقة المتجددة.

هذا المشروع يشكِّل النهضة الثانية في السودان بعد مشروع الجزيرة.        

الأمم المتحدة حذَّرت العالم مرارا من إستخدام الطاقة المُضرَّة.

حوار:غادة أحمد عثمان

كشف البروفيسور عادل حسيب مدير مركز الطاقة المتجددة بجامعة العلوم والتقانة أن أهداف المركز تركز علي تقديم كل ما يحتاجه السودان في نهضته الشاملة بجانب منح الطلاب درجات علمية لمن يقع عليهم الإختيار من المؤهلين المستعدين لبناء الوطن وكذلك الإهتمام بالبحوث بصورة مكثفة، وتقديم الخدمة المجتمعية والتفاعل الشامل مع المؤسسات الأُخرى , مؤكدا على عظم مسؤولياتهم لكون الطاقة المتجددة تدخل في الحياة بأشكالها المختلفة من كهرباء ورياح وغاز بايولوجي وطبيعي، وقال بروف حسيب في حوار أجري معه حول المركزوتطلعاتهم وخططهم إن اللجوء للطاقة المتجددة فرضته المنعطفات التاريخية في العالم حاليا لأن هنالك أزمة بيئية سبق أن أعلنتها الأمم المتحدة حيث نبهت لضرورة إستخدام الطاقة المتجددة عوضا عن المضرة وقطع بروف حسيب بأن المركز  إضافةً إلى مائة  مثله سيقودون  إلى إحداث النهضة بالسودان عبر المقدرة علي انتاج الطاقة لأن بلادنا بها طاقة شمسية كبيرة وكذلك الرياح والطاقة البايلوجية، وقال إن ربط مشاريع التطور بهذه الطاقة المُتجددة ستحقق التقدّم نحو المستقبل بشكل مضمون وبثقة وسريعا وأكثر فعالية وإستدامة وحول مركز الطاقة المتجدَّدة الذي أنشأته جامعة العلوم والتقانة مؤخراً مابه وماعليه وماهية خططهم والمستقبل المنتظر بحسبان أن المركز غير منتشر وإختصاصاته حيوية واقتصادية وتنموية محضة حيث التقيت بمدير المركز البروفيسور عادل حسيب المختص في هذا النوع من المجالات والذي درسها في السويد طمعا بأن يفيد بلاده بالمشروع الحيوي المؤثرفي النهضة بشكل مباشر فإلى مضابط الحوار:

* بداية يابروف حدثنا عن إدارة الطاقة المتجدّدة بالجامعة وماهي المهام الموكلة إليكم؟

جامعة العلوم والتقانة أنشأت مركز جديد للطاقة المتجددة وأهدافه تعليمية وهو بالطبع هدف أكاديمي بالتعليم والتمرين وإكتساب مهارات جديدة وتأهيل المهندسين والخريجين وكذلك المبتدئين بدرجات علمية ومهارات فنية تسمح لهم بأن يدخلوا في هذا المجال والحصول على شهادات تأهيلية ودرجات علمية لتقديم ما يحتاج إليه السودان في طريق النهضة الشاملة وكذلك شهادات تأهيلية علمية ودرجات مابعد العلمية مثل الماجستير والدكتوراه ولذلك سيهتم المركز بالأبحاث بصورة مكثفة ويهتم بالخدمة المجتمعية والتفاعل الشامل مع المؤسسات الأُخرى والجامعات وكذلك التعاون والتفاعل ضروري مع الجهات الإقتصادية والمالية عبر مركز جامعة العلوم والتقانة للخدمات الإستشارية والذي أُنشئ حديثا بالجامعة

×وهل هناك خدمات اخرى يقدمها المركز؟

بالاضافة لما ذكر فان المركز سيقدم نواحي إعلامية وترويجية، لذلك سنتحدث في كل الأماكن وسنشارك في اللقاءات والمؤتمرات في الداخل والخارج، والمجال نفسه واسع والمهمة كبيرة لأن كل مجالات الطاقة المتجدّدة تدخل في الحياة بأشكال وأنماط مختلفة مثل الطاقة الكهربائية المُستمدة من المصادر (الفوتو فولتائية ) ومصادر الرياح ومصادر الغاز البايولجي والطبيعي وكلها تدخل في نواحي كثيرة ومتعدّدة في حياة الناس عموما ولذلك أثناء إنشاء وتأهيل المركز نفسه , سيتم إنتقاء وتحديد مجالات بعينها تقدّم على غيرها ولها أسبقية وأولوية في بدايات العمل ,كما سنقوم بإعداد مناهج علمية للتدريس ومقررات مُكتملة وننشئ قُدرات بحثية داخل المركز بالتعاون مع بقية أقسام الجامعة وجامعات أخرى بقدر الإمكان, وسنقبل الطلاب علي مستويات مختلفة لم نحددها بعد ولكن سنختار منهم الأكثر تأهيلا وإستعدادا للمشاركة في بناء الوطن عبر هذا المركز ,وحاليا أعمل علي البنية الأكاديمية والإدارية للمركز.

× إلى أي مدى  الحوجة لمثل هذه الطاقة؟

الحوجة للدخول في مجال الطاقة المتجدّدة هي حوجة حتمية

× هل تقصد بأن الظروف قد فرضتها ؟

بل تفرضها كل المنعطفات التاريخية في العالم حالياً  وذلك لسببين حيث يوجد في السودان نفسه أزمة وصراع لظروف داخلية وخارجية  ذات صلة بما يحدُث الآن على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي,  وعلى الصعيد العالمي هنالك إعتراف كامل بما يُعرف بالأزمة البيئية وأبرز عناصرها ال(global warming) وهو يعني الإحتباس الحراري وهنالك تحوُّل في معظم الصناعات الخاصة بتوليد الطاقة والصناعات الخاصة بالتطبيقات الميكانيكية وكل النشاط الانساني يتحول الآن في كل العالم إلى التوسُع في إستخدام الطاقة المتجدّدة بل هنالك عدد كبير من شركات السيارات  تنتج سيارات  لا تستخدم وقود البترول  , وبإذن الله سنقوم بعمل مدخل للترويج ولعرض منتجات الطاقة المتجددة وتعريف الناس بها ,وستكون هنالك نماذج تطبيقية تعريفية لمجالات الطاقة المتجددة , وقد تستطيع الجامعة أن تبدأ نظام نقلة متكاملة بإستخدام المركبات الكهربائية لنقل الطلاب والموظفين من وإلى الجامعة حيث تُعتبر  نموذجاً  للنقل الجماعي بالتعاون مع السويد وهي بصات تسير بواسطة الكهرباء.

× مامدى إستيعاب المؤسسات للطاقة المتجددة؟

_كل مجال جديد يحتاج للتقانة والخبرة  والحماس له يستلزم الإستيعاب والترويج والإستخدام وهذه من مهام المركز الجديد وسنمنح درجات جامعية حتى  درجة الدكتوراه لكن كل ذلك يحتاج لعمل كبير داخل المركز وعلى مستوى البلد , لابد من وجود وزير للطاقة المتجدّدة بما يُساعد المركز على التحرك ويزيد من الإقبال علي الطاقة المتجدّدة , وأن تكون المهام سياسية كتعيين الوزير للطاقة المتجددة وبأشكالها الحديثة وأن تسعى الدولة في توجه شامل لتوظيف وإستخدام الطاقة المتجددة بحرية وإستقلالية كاملة للمواطن.

×ماذا يعني ذلك؟

يعني ذلك إلغاء جميع أشكال الطاقة من كهرباء وخلافه ولنسميها التوليد المركزي الحراري,  على أن يشارك هذا المركز في الرؤى المستقبلية  في وضع الطاقة الشاملة في السودان  على أن تكون مهام الوزارة تنظيم التصديقات والتحكُم في كيفية توزيع الطاقة والبدائل اللامركزية في موضوع الطاقة, وتشمل بداية من الإستخدام الشخصي ثم يتحول الشخص لمُنتجٍ للكهرباء تحت مُسمَّى شبكات التوليد المُصغرة للطاقة الشمسية , مثلا  أن تكون مجموعة من الجيران يعلنون  رغبتهم في تنفيذ طاقة متجددة، من الضروري للغاية أن يُركز الناس في حياتهم وقدرتهم علي التطوير والنهضة ولابد من التركيز على العمل الجماعي  حيث تحتاج هذه المجموعة إلى  شبكة   بتركيب الألواح والبطاريات والمحولات وجميع متطلبات الطاقة  لكي يتحول السودان لإنتاج الطاقة بحرية بدون سيطرة الدولة كما هو الحال في كثير من الدول ,وهذه ستكون النهضة الثانية في السودان بعد مشروع الجزيرة الذي أنشأه الإنجليزفي الماضي لأجل مدّ بريطانيا بالمحاصيل كالقطن مثلا, وكنا  نحن أطفال صغار نرتدي ملابسنا من شركات بريطانية تُصنع من خيرات بلدنا ولذلك نرغب في أن  يكون هذا المركز مع مائة مركز آخر مثل مشروع الجزيرة العملاق ليبدأ عصر النهضة في البلاد  بالقُدرة على إنتاج الطاقة.

×وهل تتوفر الامكانيات لذلك؟

والحمد لله  بلادنا تتوفر فيها مصادر للطاقة الشمسية وكذلك الرياح والطاقة البايلوجية وغيرها , وإذا بدأنا الآن في ربط مشاريع التطور في السودان بقُدرات إنتاج الطاقة المتجدّدة سيكون التقدُّم نحو المستقبل مضمون بثقة وسريعا وأكثر فعالية  وإستدامة ذلك لأن النُظم القديمة  غير مُجدية, فلابد من وقفة جادة لإستبدالها بالطاقات المتجدّدة  بالتوقُف مثالاً لذلك  عن إنشاء السدود   لمبررات أراها قوية لأن السدود أُقيمت  على نهر النيل وهو نهر طويل  وإنحداره بطيئ جدا ولذلك وبعد إنشاء سد سنار قامت السدود على أساس وجود الشلالات حيث التُربة القوية والمكان الضيق  حيث يمكن إنشاء السدود,   فالسد العالي مثلاً أُقيم في الشلال الأول أما الشلالات المزمع إنشاء السدود عليها مثلاً سد كجبار فهي  منطقة لا تصلُح أصلاً

×ماهي المشكلة في انشاء السدود؟

المشكلة في السدود كما ظهر بوضوح منذ إنشاء السد العالي أن حائط السد يحجز كمية كبيرة من المياه وتمتد البحيرة الخاصة به إلى مسافة طويلة  خلفه مما  يغمر مساحات كبيرة من الأراضي الخصبة وعشرات القُرى مثلما  حدث في سد كجبار,  ولذلك حدث تحول سكاني بفعل التهجير وهو بالطبع لم ينجح بحسبان  أن الأراضي غريبة والتربة جديدة وبفعل ذلك حدثت ثلاثة أشياء سالبة منها أن الأراضي الخصبة وتعب فيها الأهالي لتكون خصبة قد غمرتها المياه كما ضاعت أراضي زراعية، وخلقت بيئة جديدة غريبة غير مناسبة والنقطة الأهم أن هذه الكهرباء المنتجة من هذه الخزانات يمكن إنتاج أكثر منها وبإستغلال مساحات صغيرة من الأراضي خلف القرى الحالية، فخزان كجبار سوف ينتج  ثلاثمائة وستون ميقاواط وهذه الكمية يمكن إنتاجها بتركيب ألواح شمسية على مساحة أقلّ من أربعة كيلومترات  بينما تغطي مساحة الخزان حوالي (90 )  قرية,  وينطبق الأمر كذلك على سد مروي , مصر الآن بها منطقة خلف السد العالي تنتج كهرباء بالألواح الشمسية تبلغ 90%من كهرباء السد العالي. ولدينا هنا في السودان حوض بارا  وهو مركز كبير جدا وشاهدت بعيني حجم المياه داخله  وهو حوض جاهز ومؤهل للإستغلال ويمكن أن يكون نظيراً لمشروع الجزيرة, منطقة بارا  إذا أُقيم بها المشروع  فستنهض فورا , ويُعتبر الحوض نموذجاً لمشروع مستقبلي    يعمل على الإستقراروالتطور والنهضة في مجال الصحة والتعليم وغيرها, كما يمكن لمدينة بورتسودان  بشرق البلاد إستغلال الطاقة المتجددة في إنتاج الملح  بتكلفة بسيطة عبر الألواح, كما يمكن للمصانع  وغيرها العمل بواسطة الطاقة الشمسية.

# ماهي الخطوات التي تقومون بها لإنجاز مهمتكم ؟

_نحن نعمل في مكان أكاديمي بحثي تفاعُلي مع المجتمع ونُعلِّم الأشخاص ونمنحهم شهادات في تركيب الألواح مثلاً , إضافة للترويج والتعاون الإستشاري الإقتصادي مع من هم خارج الجامعة.

× كيف يمكن لطلاب الكليات  ذات الصلة الإستفادة من مثل هذه المشروعات؟

_القبول سيكون متنوع ونستهدف المهندسين في البداية  وكذلك الإقتصاديين ومن لهم علاقة بقوانين الطاقة بجانب  الخريجين من الكليات العلمية.

_هذا المركز مؤهل للنهضة في السودان عبر انتاج الطاقة المتجددة بل هذا المركز وامثاله سيكونوا النواة المثالية للنهضة المستقبلية في السودان وهي محلية متنقلة, وكيفية إستخدام الطاقة هو أمرٌ مهم للغاية لأجل نهضة البلاد وسينضم  إلى مركز عدد من الأشخاص المؤهلين الذين سيسهمون في نهضة البلاد , وفعلا  كانت  الأمم المتحدة قد حذّرت من إستخدام الطاقة المضرة التي تؤدي إلى الإحتباس الحراري , وأنذرت العالم بضرورة عدم اللجوء لإستخدام هذه الطاقة المضرة بالمناخ قبل فوات الآوان