مبادرة دعم مستشفى أحمد قاسم ..ملحمة تاريخية

بقلم: مناهل عابدين

تقع الكثير من الشعوب خاصة شعوب العالم الثالث في فخ الاعتقاد أن الحكومات هي التي تتحمل أكلهم وشربهم وتعليم ابنائهم وعلاج مرضاهم وأن دور المواطن (عالة ) على الحكومة، لذلك يخرجون على الحاكم ويسقطونه بدعوى أنه فشل في ادارة الدولة ولم يوفر للمواطن حقوقه وهو النموزج الموجود بكثرة في الدول العربية والافريقية حيث تكثر التظاهرات والانقلابات وهو الشئ الغير موجود في بقية دول العالم المتطور والتي وصل المواطن فيها لحد معرفة حقوقه على وطنه وحقوق الحكومة عليه والمواطن قد يكون فرداً او مؤسسة أو شخصية اعتبارية

الشعوب هي التي تبنى دولها وليس الحكومات لان الحكومة نفسها ياتي بها الشعب لتخدمه ولتنوب عنه في المحافل الرسمية وهو شكل من اشكال التنظيم والسودان من الدول التي نهضت في مجال الخدمات على يد شعبها من رجال الاعمال والرموز الوطنية وعندما ارتد طالب سوداني في مدارس الانجليز زمن الاستعمار إجتمع رجال الاعمال ومنهم محمد احمد البرير وعبدالمنعم محمد وغيرهم وبنوا المدرسة الاهلية بامدرمان ليدرس فيها السودانيين حفاظاً على اخلاقهم وعلى ديانتهم الاسلامية والتاريخ السوداني يحتفظ بسجل حافل من بطولات الشعب ورموزه من التجار والصناع والاطباء

يعيش السودان مرحلة استثنائية، بعد التغيير الذي شهدته البلاد وعدم الاتفاق على حكومة انتقالية وإنعكس ذلك على حياة المواطن بارتفاع تكلفة المعيشة وعدم استقرار التعليم وتردئ الاوضاع الصحية خاصاً في المستشفيات الحكومية التي هي قبلة للناس بعد ان وصل العلاج في المستشفيات الخاصة مليارات الجنيهات وهو بلا شك فوق طاقة المواطن الميسور ناهيك عن مواطنين نسبة الفقر وسطهم تصل لـ(70%) تقريباً وهو الوقت الذي تبرز فيه العادات والتقاليد السودانية ليتقدم الرموز الصفوف للاهتمام بالمواطن وبالخدمات

سعدت جداً وأنا اطالع مبادرة جامعة العلوم والتقانة لدعم مستشفى أحمد قاسم وهو الوضع الطبيعي لمؤسسة يقودها أبناء ملحمة المدرسة الاهلية متمثلة في الدكتور المعتز محمد احمد البرير وتقدمت الجامعة المجتمع في دعم المستشفى وفرضت على نفسها دفع نصف تكاليف إنشاء عنابر وتجهيز غرف العمليات وتحسين البيئة الصحية بالجامعة وانشاء صندوق لدعم المرضى وتذويد المستشفى باحدث الاجهزة الطبية ثم اطلقت ندائها للخيرين من رجال الاعمال وخريجيها داخل وخارج السودان للمساهمة في الحملة

أهمية دعم مستشفى أحمد قاسم تكمن في إنه مستشفى خيري يخدم مرضى أمراض مستعصية وهي الكلى والقلب وامراض الاطفال يؤمه المرضى من الذين لاتتوفر اليه اموال العلاج في المستشفيات الخاصة او العلاج خارج السودان، أقول ذلك وفي المخيلة بعضهم جاء اجله وهم ينتظرون العلاج، اما الحال فيشاهده الناس على مواقع التواصل الاجتماعي رغم أن مايحدث ليس تقصير من ادارة المستشفى لكنه نتيجة الضغط علي المستشفى والذي يفوق قدرات الادارة رغم الدعم الحكومي وفي تقديره أنها الحالة الانسانية الحقيقية التي تحتاج الدعم والوقوف معها وهي نفسها الصدقة الجارية التي تشفع يوم الحساب

فعلت جامعة العلوم والتقانة خيراً وهي تطلق مثل هذه الحملة التي يجب ان تكون حملة وطنية يشارك فيها الجميع ويجب ان تكون ملحمة تاريخية تضاف الى سجل وطنية السودانيين من عامة الشعب وليس حكومته وأن يكون هدفها انقاذ الالاف من الاطفال والشيب والشباب والمساهمة في خفض قائمة الانتظار للعمليات الجراحية التي تصل للخمسمائة عملية وهي فرصة نناشد فيها الخيرين من السودانيين بالخارج ليسهموا في هذه الحملة الوطنية الخالصة ومانكتبه سهمنا لانجاح حملة (ايدينا للبلد)

نشر بموقع الهبباي الاخباري بتاريخ 12فبراير2023

#التقانة

#مبادرة_دعم_مستشفى_احمد_قاسم