فاطمة حسون أول مُسجِّل لجامعة العلوم والتقانة في حديث الذكريات

 

كُنَّا نطبع الإمتحانات بماكينات (الرونيو)

حوار : منى عبد الله – أماني علي

تُعتبرجامعة العلوم والتقانة من الجامعات التي أُسست بثوابت متينة جعلتها تتميز وتتفوق من بين الجامعات الأُخرى بالتقنية الحديثة فى جميع برامجها وأقسامها وكلياتها بإعتبار الإدارة فن وذوق ،خرَّجت أجيالا  تقلَّدت مناصب مختلفة  داخلياً وخارجياً ،ومنهم رواد فى مجال ريادة الأعمال، بدأت بالدبلومات فى العام 1995م ثم فعَّلت نظام البكالريوس فى العام 2004 للكل في الجامعة وحول الموضوع  إلتقينا بأول مسجِّل  للجامعة الأستاذة فاطمة حسون بهاقيل محمد من مواليد الخرطوم بحرى( عمر المختار )  تُقيم  بالخرطوم بحري الشعبية شمال، نالت عددا من الشهادات فى الكورسات التدريبية من معهد الكتاب التدريبي والتكنولوجيا ومعهد الإدارة العامة( اليونسكو)  ومحو الأُمية الوظيفي فى رياض الأطفال.

حدِّثينا عن مسيرتك العملية ؟

بداياتي في السبعينات فى روضة  دار الأُم الحنون في الصافية ببحري ، إلتحقت بمكتب عضو الإمتحانات جامعة الخرطوم كلية الزراعة ، ثم مكتب قسم النبات الزراعي وإلى مكتب عميد الزراعة بشمبات لفترة 14 عاماً، كان ترشيحي أنا وعمِّي الزين عثمان من قبل عصام الحاج أحمد لفتح كُلية جديدة في الأهلية 2  بالملازمين، وإلتقينا بالدكتور المعتز محمد أحمد وهند مصطفى ويحيى سليمان بإعتبارهم جزءاً من مؤسسي الكُلية، ودار حديث حول تسلُّمي المنصب الجديد وتخييرى بين جامعة الخرطوم أو كُلية التقانة فوقع الخيارعلى التقانة (1/4/1995)م كأول إداري في تأسيس الإدارة بالكُلية في وظيفة مُساعد المُسجِّل العام بالتكليف بشؤون الطلاب وعضو لجنة الإمتحانات حتى العام 2007م , وحالياً  مُساعد المُسجِّل العام لكُلية تقنية المعلومات.

العوامل التي ساعدت على تطورالكُلية ؟

الكُلية بدأت بأقسام التقنية بالأجهزة الحديثة ( 3) معامل و 35 جهاز حاسوب , وأول معمل كان إسمه (ملتي ميديا)  تم إفتتاحه على يد  وزير التربية التعليم العالي حينها د.إبراهيم أحمد عمر ،  وكان من أوائل من تدرّبوا عليه  أطباء  وزارة الصحة  والشُرطة ، الكُلية لها ثلاثة أقسام فى الدبلوم (هندسة حاسوب ، علوم حاسوب ، تقنية معلومات ) وتتراوح أعداد الطلاب في كل قسم بين (100-200) طالب، وتوسَّعت الكُلية بفتح أقسام مختلفة في الصيدلة  والمختبرات الطبية  وطب الاسنان والعلوم الإدارية  ،  بالإضافة إلى  الدبلومات الوسيطة  بالكورسات والدراسات المُستمرة وإدارة المستشقيات من 3 اشهر إلى 6 اشهر .. إستمرت  هكذا لأكثر من سنتين .

ماهي المراحل التي مرَّت بها التقانة؟

الكُلية إستمرت لفترة 5 سنوات بأقسامها المختلفة  وكان أول عميد قبل الدكتور معتز محمد أحمد البرير   هوالراحل عوض الكريم محمد وهو أول من أدخل التقنية الحديثة  فى السودان ، ثم إنتقلت بعد ذلك إلى مبنى الشنقيطي عام 2000م وتم تفعيل نظام البكالريوس فى العام 2004م  بفتح مباني كُليات الطب  وتقنية المعلومات والعلوم الإدارية .

ماذا عن المنح  في الكلية ؟

منذ إفتتاح الكلية هنالك تصديق ل(10) منح في كل عام لروح  الشيخ محمد أحمد البرير والد دكتور المعتز رئيس الجامعة  خاصة بالأُسر المُتعفِّفة  ،وفي عام من الأعوام  تقدَّم أحد الطلاب إسمه  (محمد رمضان)  للمنحة  وهو يسكن العباسية وكان قد أحرز نسبة 90% فسألته ماهو الأفضل بالنسبة إليك جامعة الخرطوم أم التقانة؟  فأجاب التقانة لأن لها مستقبل وأن كل اقسامها  الدراسة  فيها بالعلم الحديث،  إضافة  للمنحة الدراسية هنالك منحة  تقدَّم للطلاب ما بين(40 إلى 50) جنيهاُ شهرياً .

هل  قامت  الجامعة بتخريج  طلاب تميَّزوا في بحوث التخرُّج ؟

الجامعة بها خريجون مميزون وتحوي عددا من طلاب الشهادات العربية ومن أوئل الدفعات عكرمة يوسف وعبد القادر البلولة مُسجِّل علوم الحاسوب و عزيز علي مُساعد تدريس  بالإضافة إلى طلاب تم إنتدابهم إلى جهات مختلفة  مثل الخريج أحمد ميرغني  بمؤسسة  الزبير الخيرية بشهادة الملكية الفكرية  في 1998م وأيضا الخريج غازي  محجوب بشركة التأمينات  الحديثة  وخالد حسن الذي فاز فى برنامج (إستار) إضافة إلى الشركات والمستشفيات التي إلتحق بها الخريجون ،  والكرة  والفنانين والشعراء  والأطباء، وعندما زار  الدكتور معتز محمد أحمد البرير  دولة الهند وجد  هناك طالب دبلوم تقنية معلومات  وعندما سأله عن أسباب تواجده قال الطالب  حضرت أنا ومعي 250 طالب دبلوم  تقنية معلومات  لنيل شهادة البكالريوس من الهند

إهتماماتك في مجال العمل ؟

تكليفي كمهتمة بالطلاب وتسجليهم وطباعة الإمتحانات وإستخراج النتائج  بكل همَّة ونشاط   ونواصل العمل حتى أيام الجمعة   ، أول إمتحان تمت طباعته   كان في مدرسة  البرير في العرضة   وكانت الطباعة بماكينة ( الرونيو )  , وفي أيام الخدمة الوطنية كان الطلاب يأتون   لإستخراج البطاقة الجامعية حتى يتم إعفاؤهم من أداء الخدمة  الوطنية  ويدفعون في سبيل ذلك أموالاً طائلة ولكن تربيتي  وضميري لا يسمحان بذلك .

هل واجهتك مشاكل  في العمل والتكليف بشؤون الطلاب ؟

إن حياتي  العملية مرتبطة بالطلاب وكلٌ مُكمِّل لبعض والتكليف بشؤون الطلاب بالتصديق   لداخليات مستوفية الشروط عبراللائحة ووجود الحرس الجامعي والمشرفين على تلك الداخليات  طيلة اليوم، بالإضافة إلى الأرانيك المرضية وقيام الرحلات والقوافل الداخلية والخارجية  وكانت أول رحلة  داخلية قام بها قسم المختبرت الطبية إلى مدينة الأبيض  بينما الخارجية إلى القاهرة بجمهورية مصر .

الفرق مابين  طلاب الماضي والحاضر ؟

الطلاب في الماضي جيل ناضج  يحترم الصغير والكبير والطالب من خلال طموحه يضع أهداف بغرض الوصول إليها ، أمَّا  في الحاضرالآن  فالطلاب  صغار في السن ومراهقون وهناك إختلاف شاسع  فيما بينهم أي مابين الماضي والحاضر, وتركيزالجيل الحالي على اللعب أكثر من التركيز على الدراسة , نتمنَّى المزيد من الوعي والإهتمام والتطور.

ذكريات ما زالت راسخة تتمنِّين عودتها مرةً أُخرى؟

ذكريات الكُلية  جميلة  بإعتبارها أُسرة واحدة, والدكتور معتز كان رائعاً في رمضان ودائماً يقيم الرحلات  والإفطار السنوي في رمضان والناس من حوله   ، وأيضا  الأستاذ ضياء الدين له صفة جميلة  لا تُنسى كان  أي علاوة  تأتيه خارج المرتب  يعمل على توزيعها على العمال  بكل فرح وسرور وغيره من الخيّرين في الجامعة ، إلى جانب فرقة  البالمبو  الشعبية الجميلة.

كلمة في حق رئيس الجامعة ؟

الدكتور المعتز محمد أحمد البرير هو رجُل البر والإحسان  وعندما قام  بتأسيس الكلية كان عمره لا يتجاوز 30 عاما ، وهو من سُلاسلة أُسرة خيرية , كان يُعِدّ وجبة الإفطار كل يوم الخميس وجبة عامة  مفتوحة للجميع  ، و يعمل على توزيع لحوم الأضاحي  للفقراء والمساكين ،وكذلك  في الإحتفال  بذكرى المولد النبوي الشريف  يقوم بتوزيع  الحلوى  لجميع العاملين بالجامعة، وكرتونة زاد الصائم  في رمضان .

ماذا تعني لك التقانة في العام 2022م ؟

الجامعة بدأت بثوابت لابد من المحافظة عليها خاصة  الذين لهم  أكثر من عشر سنوات ما فوق لأن هؤلاء يحبون التقانة  وكذلك التعيين الجديد وإنها قامت متطورة  بكل كُلياتها  لأن الولاء والخبرة  قبل الشهادات أمثال المستشارالإعلامي محمد الياس السُنِّي والشاعر محمد مختار والأستاذ حاتم الشيخ الذين كانوا من الأوائل في الكُلية  عندما كانت بالملازمين وغيرهم  من الأساتذة والموظفين  والعمال.وأتمنَّى الخير والتطور لكل الموجودين والذين رحلوا لهم الرحمة والمغفرة