عميد كلية الدراسات العليا بجامعة العلوم والتقانة في حوار خاص

  1. عميد كلية الدراسات العليا بجامعة العلوم والتقانة في حوار خاص
    أعلًم طلابي كيفية الوصول للعالمية والإقليمية
    البروفيسور عصام الدين بوب :نريد المساهمة في تعزيز التنمية الوطنية والتوافق مع سوق العمل
    سنطور برامجنا لتواكب التطور العلمي والتقني
    لدينا بحوث متميزة وهذا البحث لفت إنتباهي
    حوار :غادة أحمد عثمان
    يعتبر البحث العلمي والدراسات العليا وهو إحدي أهم الركائز الرئيسية التي تقاس بها تقدم الجامعات وتطورها بحسب أن رسائل الدراسات الجامعية لا تنحصر في الجوانب الاكاديمية فقط و هنالك رسائل تقدم خدمات للمجتمع صحياً وإجتماعياً وإقتصادياً وتلجأ دول العالم المتحضر الي حل مشكلاتها عن طريق الباحثيين من المنكبين في دراساتهم والمنقبون عن الأسرار والتطورات والتحولات التي تحدث في العالم واولئك لم يتوقفوا يوماَ في خدمة الأنسانية وآخرها كانت العقاقير التي رفدت بها شركات الأدوية لمعالجة جائحة كرونا التي لا زالت تشغل الرأي العام وحول البحوث العلمية وتطوراتها وكل ما يتعلق بذلك كان لي هذا اللقاء مع الباحث المعروف البروفيسور عصام الدين عبدالوهاب بوب عميد كلية الدراسات العليا بجامعة العلوم والتقانة والذي أجابني مشكورا عن كل ما طرحته عليه من محاور وكانت هذه المحصلة :
    *بداياً يابروف حدثنا عن كلية الدراسات العليا بجامعة العلوم والتقانة وأبرز الدرجات العلمية التي منحها الجامعة ؟
    ـ تم تأسيس كلية الدراسات العليا بجامعة العلوم والتقانة في العام 2008م إكمالا للأنشطة الأكاديمية من دراسة وتأهيل وتدريب ثم دراسات عليا وكلية الدراسات العليا في جامعة العلوم والتقانة لها إرث عريق في إحتواء العديد من الطلاب من داخل وخارج السودان وفي علوم عملية ونظرية وتطبيقية وتبدأ بدرجات الدبلوم العالي ثم الماجستير ثم الدكتوراة بمنهجي البحث والمقررات وقد تفوق العديد من خريجي الدراسات العليا في المجالات المختلفة وإنتشروا في شتي بقاع العالم.
    *ماهي خططك للتطوير؟!
    ـــــ بإعتباري معلماً أكاديمياً منذ عقود طويلة أحب أن يكون شعاري الأول أن أتعلم وأعلم طلابي وأحب أن يقتدي من يلتحق بالدراسة في كلية الدراسات العليا بالجامعة في بحوثهم وأن يخرجوا من المجال الوطني المحلي الي المجالات الإقليمية والدولية وهذا لا يعني ألا يستقوا تجاربهم من البيئة الوطنية بل أن يطوروا أبحاثهم وطنياً وينقلوها الي العالم لتطبيق نتائجهم ومناهجهم في المجال الاقليمي والدولي ولابد من الإرتقاء بالدراسات العليا وربطها بقضايا ومشاكل المجتمع المحلي وذلك من خلال دعم مشاريع البحث العلمي لكي تتيح المعرفة وتساهم في تعزيز مسيرة التنمية الوطنية الشاملة والمستدامة ومن أهم المهمات التي أتطلع لدعمها هو العمل علي تطوير وتنفيذ برامج للدراسات العليا المتنوعة وأن تتميز تلك البحوث بالجودة والكفاءة وأن تتوافق مع متطلبات وحاجات سوق العمل الوطني مع الالتزام بالقيم الاسلامية والتقاليد الوطنية والأعراف الجامعية وأن تحافظ علي شرف المهنة وأخلاقياتها وكل هذه المخرجات لابد من تدوينها وتوثيقها باللغات العربية ولغات أجنبية عالمية وأن يكون لها منفذ للتعميم والنشر وهذا تحقيقا لإهداف كلية الدراسات العليا في رفع مستويات برامج الدراسات العليا من خلال تطبيق معايير الجودة والإعتماد الأكاديمي وتحقيق تعاون أكاديمي مع كليات مختلفة داخليا وخارجيا لكي نضع اساس متين من الناحية العلمية ولتحقيق معايير التداخل العلمي بين التخصصات المختلفة والتحقق من إعداد الكفاءات العلمية والمهنية المؤهلة تأهيلا عاليا في مجالات المعرفة المختلفة وتطوير برامج الدراسات العليا لتواكب التقدم العلمي والتقني وتطوير البحوث لمعالجة قضايا المجتمع وزيادة المعرفة الانسانية وتعميقها عن طريق الأبحاث التي تتبناها الدراسات العليا وتعميق وترسيخ التؤأمة والشراكة العلمية مع الجامعات المحلية والإقليمية والعالمية بالنسبة للدراسات العليا لضبط معايير الجودة وتلبية لإهداف البحوث العلمية لخدمة الإنسانية .
    *الي أي مدى أستوفت جامعة العلوم والتقانة إركان البحث العلمي؟
    ـــــــــ حقيقاً ان جامعة العلوم والتقانة مستوفية لكل قواعد ولوائح البحث العلمي وينبغي عليها أن تفعل وتنشط وتحفظ المكون البشري ذلك بحسب ان المرء لا يولد يمتلك مهارات البحث العلمي لكنه يكتسبها من خلال التدريب والبيئة العلمية المناسبة وأعتقد ان التقانة لديها هذه البيئة رغم ظروف السودان القاسية على الجميع والباحثين علي وجه الخصوص وخرجت الجامعة بلائحة تحفيزية من الناحية المادية مع تنمية وتهيئة البيئة الصالحة لتقديم بحوث عالية المستوي .
    *تقاس الجامعات وتنافس عالمياً بتقدمها في مجال البحث العلمي ماهو المستقبل الذي ينتظر التقانة خاصاً أن بها أرضية ملائمة من علماء ومكتبات وأفكار؟
    ــــ هذا حقيقي ان الجامعة تقاس بمستويات الإدارة الجيدة وجودة التعليم والبحث العلمي المتميز وهذه هي الروح المطلوبة التي يجب أن تبثها كلية الدراسات العليا تحت إشراف رئيس الجامعة وتكون الخطوة الأولي هي تعميق مفهوم وروح البحث وتأصيل بحوث وطنية تنتقل الي المفهوم الإقليمي والعالمي ونري أن هنالك أدوات لنقل هذه الأنشطة من أهمها بحوث منشورة لهيئة التدريس ومشاريع بحثية ترتبط بالجامعات الوطنية والإقليمية والعالمية لتساهم في رفعة الإنسانية وقد بدأت الجامعة في ذلك بإعادة إحياء إصدارات علمية واجتماعية وثقافية واحياء وتجديد الموقع الإلكتروني مع إحياء الإرتباط مع جامعات خارجية تساعد السودان في الإرتقاء بالعلم وفي مفهومي أن الجامعة يمكن أن تكون جسر لتبادل المعلومات والأنشطة الأكاديمية والثقافية وإحياء النظريات الاجتماعية بين دول عديدة وجامعات وطنية واقليمية ودولية وفي هذا المجال اري أن هنالك تقدما في التصنيف الوطني والعالمي بجامعة العلوم والتقانة وأسأل الله أن يستمرفي الإرتفاع.
    *هل هنالك بحث لطالب لفت نظرك؟
    ـــ هنالك بحوث متميزة نشرت في مختلف الكليات النظرية والتطبيقية وقد لفتت نظري بحوث متميزة من بعض كليات العلوم الطبية وكذلك علوم الحاسوب والعلوم الإدارية تستحق أن تكون ذات قاعدة معرفية وتم نشرها فعليا في مجلات عالمية واعتقد أن هنالك المزيد ولكن للأسف لم أتحصل عليها بعد وان تحصلت عليها بعد إذن الباحثين الذين كتبوها سوف اضيفها الي المستودع الرقمي للجامعة وفي خلال الشهرين الماضيين توسع هذا المستودع الرقمي بأعداد مقدرة من الأوراق العلمية والمجلات العلمية التي نشرت وطنيا وعالميا وبإذن الله سنوسع هذا النشاط بتعاون جميع إدارات الجامعة .
    *الي أي مدي يمكن أن تساعد التقنية الباحث في قياس وإستفتاء الرأي العام مثلا وإجراء عمليات المسح ؟!
    ــــ في الخمس عقود الماضية تطورت أساليب وتقنيات البحوث ودخلت مناهج البحث كمرشد ومعلم للباحثين لإتباعه وحقيقة الأمر أن منهجية البحث بدأت من أفكار قديمة قبل قرون وتنحصر في وجود عنوان البحث ومقدمة ونظرية ومنهجية وتحليل لبيانات عن الظاهرة التي يجري بحثها ونتائج وإستنتاجات وهذا هو الأساس ويتم تطويره حسب نوع البحث والمدارس المتبعة ولكن دخل التحليل الكمي للإعتماد علي بيانات حقيقية وواقعية للخروج بنتائج قوية يتم بناء النظرية العلمية عليها وفي جامعة العلوم والتقانة لدينا مراكز لتقنية المعلومات وعلوم الحاسوب وهي تزود الباحث بالمتطلبات والادوات لجمع البيانات والنماذج العلمية المطلوبة وربما برامج تحليل المعلومات الدقيقة وهذه إضافة لمساعدة الباحثين للوصول الي مستويات عالية من الجودة والتميز العلمي في دراسات بالاضافة الي ذلك فإن جامعة التقانة تدرس بصورة جدية إنشاء مركز لتعليم اللغات وهذا سيكون إضافة لتدريب الباحثين علي إجادة لغات عالمية يمكنهم الكتابة بها للنشر دوليا ولربط الجامعة بالجامعات الأخري لتقوية الصلات الأكاديمية وتوسيع مفاهيم الجودة والتميز في مختلف الأنشطة الأكاديمية .
    *الجامعة تستعد للتقانة( 3) ويعتبر البحث العلمي احد الأعمدة الاساسية التي تستند عليها هذه الغاية فماذا فعلتم في هذا الجانب وما انجازكم؟
    #حسب تصريحات السيد ريئس الجامعة الدكتور معتز البرير في انه يحاول الوصول بالجامعة الي التقانة3 حيث مرت الجامعة بمرحلتين من التطوير والانشاء وقد سارت فيها بخطي ثابتة ونجاح اما عن التقانة 3 فهي مفهوم ثوري لنقل الجامعة الي مستويات اكاديمية جديدة ولترسيخ مفهوم الجودة والتميز ولإعتماد البحث العلمي كأحد منصات تجديد وتحسين الأداء الاكاديمي وفيما اري ان ريئس الجامعة يتحرك بخطي ثابتة في اعتماده علي مفاهيم التميز والجودة والبحث العلمي لانها مرتبطة كلها بالمسار الاكاديمي الصحيح.