عميد كلية المختبرات بجامعة العلوم والتقانة في حوار خاص:

الانسجام والعمل بروح الفريق الواحد وراء تطور الكلية وتميزها

الدكتورة نون بابكر:

هدفنا تخريج دفعات متميزة أكاديمياً وأخلاقياً.

نفذنا بحوث مهمة في التغييرات الجينية لدى الاطفال المصابين بمرض التوحد.

حوار غادة أحمد عثمان .

تعد كلية المختبرات الطبية بجامعة العلوم والتقانة من أقدم كليات الجامعة حيث رفدت سوق العمل بالالف من خريجي الكلية بجانب الدور المجتمعي الذي يقدمه طلابها عبر القوافل الطبية التي جابت كل اقاليم السودان خاصاً البعيدة من قلب المدن حيث تقل الثقافة الصحية وتنتشر الامراض نتيجة التردئ البئي، الى ذلك أهتمت الكلية بالابحاث المختلفة ونجحت في اكتشاف العديد من الامراض ببعض المناطق، جلسنا الى عميد الكلية الدكتورة نون بابكر والتي تحدثت عن بحوثاً ذات قيمة عالية نفذها طلابها في التغييرات الجينية لدى الأطفال المصابين بمرض التوحّد إضافة الى بحوث أخرى في المعلوماتية  الحيوية، وقالت دكتورة نون في حوار أجري معها حول الكثير من القضايا المتعلقة بالمختبرات الطبية فكانت هذه الحصيلة….

إنجازات الفترة الماضية

*بداية دكتورة ماهي أبرز إنجازاتكم خلال الفترة الماضية؟

بداية أقول وماتوفيقنا إلاّ بالله سبحانه وتعالى وبالعمل الجماعي الدؤوب واليد الواحدة وبروح الفريق العامل حققنا الكثير من الإنجازات ونحسب النجاح الى إننا  نعمل كيدٍ واحدة، وفي كلية المختبرات الطبية  لدينا قيم محددة نعمل بها وأهداف نسعى لتحقيقها ولا يتم ذلك إلاّ في حالة العمل الجماعي والتفاهُم والتناغُم والإنسجام بين أفراد المختبرات الطبية من أعلى فئة للأدنى, وهذه الفئات بأعمارها المختلفة تسعى لتحقيق هدف واحد وهو إستقرار الكلية وتخريج دفعات متميزة أكاديمياً وأخلاقياً وأن تكون لديهم روح الإنتماء للوطن وللجامعة وللمختبرات بأقسامها المختلفة , وفي الآخر نحن نعتبر أنفسنا أُسرة واحدة.

ماجستير المختبرات الطبية

*كيف إنعكس ذلك الانسجام على تطور الكلية ؟

نحن شرعنا في أوائل أكتوبر المنصرم في دراسة ماجستير المختبرات الطبية، ويمكن القول أن هذا الماجستير هو أول ماجستير مهني أكاديمي يدرَّس بنظام ورش العمل، وتم إدخال مواد جديدة في دراسة المختبرات الطبية ويمكن القول أن كلية المختبرات الطبية بجامعة العلوم والتقانة  هي أول كلية  تدرس في مقرراتها نظام الورش في التعليم الطبي، وأنا أُهدي هذا العمل للبروفيسور بشير حمد الذي نعتبره عرَّاب ورائد التعليم الطبي في أفريقيا والعالم العربي  والأب الروحي للتعليم الطبي في السودان، كما أن من إنجازاتنا إنضمام عدد كبير من الطلاب فاق العدد المتوقع لهذا الماجستير للتخصُّصات الخمس من مختلف الجامعات السودانية والآن تم الإنتهاء من الكورس الأول في نصف السمستر الأول وقمنا بإجراء إستفتاء ومناقشات مع الطلاب فإكتشفنا بأنها الطريقة المُثلى وتقوم على أن يُعلِّم الطالب نفسه بنفسه وهذا هو الهدف من الماجستير بهذه الكيفية , حيث نهدف إلى ضرورة أن يأخذ الطالب أكبر قدر من المعلومات والمهارات الجديدة،

*ماهي اهم الاسباب التي ساهمت في نجاح كلية المختبرات؟

أول الاسباب هي الاستقرار الذي تشهد الكلية فقد أكملنا عامنا الدراسي بكل سهولة ودون عراقيل رغماً عن ظروف البلاد وصعوبة وصول الطلاب والأساتذة للجامعة ونستعد الآن لإستقبال الطلاب الجُدد، قُمنا بتجديد العديد من الأجهزة في معاملنا المختلفة ونشيد هنا بوقفة الإدارة معنا ممثلةً في الدكتورة المهندسة سارة محمد المكاوي والتي كانت عوناً لنا كما نشكر الدكتور المعتز البرير رئيس الجامعة الذي منح أربعة من الاساتذة الخاص فُرصة الحصول على درجة الدكتوراة من بينهم  رؤساء أقسام، ومنح رئيس الجامعة مشكوراً عدداً من المنح لخريجينا المتعاونين بالكلية وهو ما نعتبره نوعا من الإنجازات لكونها كانت متوقفة، وأن هذا النوع من العطاء يترُك أثراً رائعاً في نفوس الحاصلين عليه ويزيد من روح إنتمائهم للجامعة.

الدبلوم العالي والماجستير.

*ماهي أبرز ملامح خططكم للفترة القادمة؟

بدأنا في تسجيل طلاب الدبلوم العالي وطلاب تمهيدي الماجستير حيث سجّلنا الكثيرين وقد تكون الإستجابة السريعة بسبب بيئة الجامعة واستقرار الدراسة  التي  شكّلت أدوات جذب ليرتفع العدد لدينا بهذا الحجم , بالإضافة للنوعية الجديدة في الماجستير .

مشروعات أُخرى.

*هل ثمّة مشروعات أُخرى؟

ننتظر الآن إستكمال مركز البحوث الطبية وبداية العمل فيه لأن لدينا كمية من المشاريع البحثية التي نود الشروع فيها فور إستكماله، كما أننا أنشأنا معمل مركزي أطلقنا عليه إسم (المعمل العام للمُختبرات) وهو يسع لمائتي طالب وبأذن الله نفكر في أنشاء معمل خدمي داخل الجامعة نتمكن فيه من إجراء كل التحاليل الطبية للطلاب والعاملين وأهل المنطقة  كنوع من الخدمة المجتمعية إضافة إلى أنه سيكون بمثابة  تدريب للطلاب تحت إشراف أساتذة وأطباء متميزين .

ماذا عن التعامل مع الجامعات الأُخرى ؟

لدينا توأمة في التعليم الطبي مع جامعة أفريقيا العالمية وسبق أن أقمنا ورشة عمل حول طريقة كتابة  البحث العلمي ولدينا قريباً توأمة مع جامعة (لاهور) بباكستان لدينا معها عدّة مشاريع بحثية في الأحياء الدقيقة والسُكري والملاريا والدرن.

ماهو تأثير الدورات التدريبية على نظام العمل بالكلية؟

بالطبع أي دورة تدريبية تتم في الجامعة تضيف للأستاذ وتُغذّي لديه روح الإنتماء كما أن مركز التطوير الأكاديمي بكلية الطب والذي ينظِّم هذه الورش يدرك النقص الذي يحتاج الأساتذه لسدّه وبالتالي هي مفيدة وكان أن قدَّم بروف بولاد ورشة مهمة عن كتابة الأوراق العلمية وكذلك الدكتور عصام قدّم ورشة عن كيفية وضع الإمتحانات ,كانت  هذه الدورات ذات قيمة قصوى لدى الأساتذة ساعدتهم كثيراً وزادت من روح الإنتماء لديهم وارتفاع الأداء .

* الخريجون البارزون ؟

بالطبع لدينا ولدينا طلاب بدرجة أستاذة وآخرين نفذوا بحوثاً لها قيمة عالية جداُ ولدينا طلاب عملوا بحثاً عن مرض (التوحد) في التغييرات الجينية  لدى الأطفال الذين يعانون من متلازمة التوحّد ولدينا طلاب إشتركوا مع طلاب من كلية طب الأسنان في بحوث جميلة جدا وآخرين عملوا بحث في المعلوماتية الحيوية وكانوا بارزين لدرجة أنهم تلقوا إشادة من الممتحنين الخارجيين الذين حضروا لإمتحانهم فأشادوا بمستوى طلابنا الخريجين وكان هؤلاء الممتحنون قد أشرفوا على طلابا من جامعات أُخرى وعقدوا مقارنة ورجَّحت الكفة لصالح طلابنا وقالوا لي إن طلابي لديهم قدر عالي من المعرفة والمهارة والسلوك , كما أشاد هؤلاء الممتحنين بكل الإسطاف علما بأن 90%منهم تخرجوا من التقانة بل حتى غير الخريجين لديهم روح الإنتماء  وقدر كبير من المسؤولية.

القوافل الطبية.

*هل تنوي إدارتكم تنظيم قوافل طبية خاصة وأن كلية المختبرات هي أول كلية سبّاقة في خدمة المجتمع؟

نحن والحمدلله أهل القوافل ولكن وبسبب الكورونا تقلّص العمل لدينا قليلاً لكننا رغم ذلك نفذنا عمل كبير بالإشتراك مع كلية الطب وسيرنا قوافل لمناطق دار السلام كما أنه كان لدينا يوم للسُكري ونظّم طلابنا يوماً ثقافيا صحبه بازار واحتفال كبير شارك فيه الشباب , وكان يوماً متميزاً وبإذن الله ستكون لدينا قافلة طبية قريباً ومناشط ثقافية ورياضية وأدبية فيها جزء كبير من خدمة المجتمع.

*الإضافة التي أدخلتها إدارة الجودة لكم؟

بالطبع إستفدنا ونحن لسنا ببعيدين عن الجودة وعندما أتت إدارة الجودة  وجدوها منفذة لدينا ونتعاون معهم بالكامل حيث حلّلنا كل نقاط الضعف وزدنا نقاط القوة وكان مجهود ذو قيمة  عالية وأؤكد بأننا مع بعض سنصل وحالياً كل رئيس قسم هو عميد في مكتبه وهذا توفيق من رب العالمين .