الدكتورة آمنة الطيب : نتعامل بشكل إنساني عبر إستراتيجية الأمم المتحدة
مبادرة مستشفى أحمد قاسم بداية الشراكات المجتمعية الفعلية
نسعي ليكون مجهودنا إيجابي ومحسوس يمكن قياسه
نؤهل الشباب ونطوّرهم للولوج لسوق العمل
حوار: غادة أحمد عثمان
كشفت مدير إدارة الشراكة المجتمعية بجامعة العلوم والتقانة الدكتورة آمنة الطيب بأنهم يعملون عبر أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر التابعة للأمم المتحدة والخاصة بالتعليم العالي ومن ضمنها الإهتمام بالفقراء والمساواة بين البشر , مبينة أن عملهم إنساني بحت وأشارت دكتورة آمنة التي تنشط هذه الأيام لإستكمال مُبادرة دعم مُستشفى أحمد قاسم لأمراض القلب إلى أن المُبادرة تُعتبر شراكة مجتمعية فعلية للتقانة وأنهم وجدوا تجاوباً ممتازاً من المؤسسات العامة والخاصة لنُبل الهدف وإنسانيته
حول ملف الشراكة المجتمعية ودور إدارتها في خدمة المجتمع كواحدة من مطلوبات الجودة ورسالة للجامعة تجاه مجتمعها كانت هذه الإستفسارات وكانت هذه الحصيلة:
*بداية دكتورة آمنة حدّثينا عن الخدمة المجتمعية بالجامعة والفلسفة التي تقوم عليها؟
ـ الخدمة المُجتمعية أساساً تُسمّى بالشراكة المُجتمعية وهي دائماً تكون موجودة في كُل الجامعات لأن رسالة الجامعة الرئيسية تقوم علي التعليم والبحث العلمي إضافة للرسالة الثالثة والعميقة وهي خدمة المجتمع , حيث كانت الجامعات في الماضي مُهتمة فقط بالرسالتين الاولي والثانية ,ولكن حديثاً أصبحت الجامعات تبني علاقات مع المجتمعات المحلية وتُدخِل خدمة المجتمع في بعض الأحيان كجزء من المنهج التعليمي للطالب ونظام ترقية أعضاء هيئة التدريس وذلك في دول العالم المُتحضّر يحصُل الأستاذ الجامعي على ترقية مرتبطة بالبحث العلمي والنشر وخدمة المجتمع عبر تنمية علاقات مع مجتمعه ومشكلاته وإيجاد حلول علمية لها.
*وماهي دوافع التأسيس للخدمة المجتمعية بالجامعة؟
ـ النقطة الأساسية والدوافع لدينا هي أنه صارت لدينا عمادة للجودة وتُشكل الشراكة الإجتماعية المعيار السابع في الجودة المؤسسية في التعليم العالي كما أن الشراكة المجتمعية بداخلها خدمة المجتمع والخدمات الإستشارية والشراكة مع الجامعات الأُخرى
*إلى أي مدى نفذتم ما خططتم إليه؟
ـ البداية كانت في شهر أكتوبر المنصرم في السادس منه لعام 2022م حيث بدأت بمتابعة النشاطات القائمة الموجودة أصلاً في الجامعة لخدمة المجتمع عن طريق الدراسة والتحليل للبيانات وقياس التأثير على المجتمع وثانياً بدأنا بعمل خطة إستراتيجية لهذا العام 2023م ونفذنا فيها بعض الأشياء ثم دخلت عليها مُبادرة مُستشفى أحمد قاسم وأعتبرها بداية الشراكة المجتمعية الفعلية.
*دكتورة آمنة ماهي الفئات التي تستهدفونها؟
ـ نحن نستهدف المجتمع داخل الجامعة من طلاب وإداريين وعُمّال وهو يُسمّى بالمجتمع المحلي المحيط بالجامعة مثل أحياء (الثورات) التي تحيط بكل مجمعات الجامعة ثم نخرج للمجتمع الإقليمي السوداني أي للولايات القريبة من الخرطوم ثم العالمي بدول الجوار بالتطوير والإهتمام.
*بخلاف الخدمات الطبية للشرائح الضعيفة هل لديكم أية مشروعات أُخرى؟
ـ يمكن تنفيذ مشاريع في إصحاح البيئة وتطوير وتنمية المجتمع بالذات للشرائح الضعيفة كالنساء والأطفال وكذلك تطوير فئات الشباب عبر تدريبهم والمسألة تتجاوز المشاريع الصحية, كما أن الشراكة تعتمد على الكُليات داخل الجامعة وإدارات مثل إدارة الخريجين والتي تُعنى بتدريب الخريجين إضافة لإدارة التدريب وهي إدارة قائمة بذاتها تقدم دورات تدريبية لتطوير الشباب والخريجين حيث نساعدهم بالتأهيل على الولوج لسوق العمل وكذلك لدينا مركز للُّغات وآخر لريادة الأعمال ومركز البريرالثقافي ومركز الطاقة المتجددة الذي ينفذ مشاريع خاصة بالبيئة والتنمية المستدامة, وهذه المراكز تُعطي نفس الأهداف وتقدّم خدمات للمجتمع داخلياً وخارجياً.
*حدثينا عن مبادرة مُستشفى أحمد قاسم ومجهودات الجامعة في تلك البادرة الإنسانية؟
ـ المبادرة مؤلفة من جزئين ,الجزء الأول تمّ من خلال خريجي الجامعة حيث تم بناء عنبرين وتم إصحاح للبيئة وصيانة لعدد من العنابر المهجورة بالمُستشفى, والجزء الثاني والحالي والذي تقوم به إدارة الجامعة وعدد من الإدارات الهدف منه توحيد كل الجهود وتوحيد قاعدة المشاركة من جهات أُخرى , وهذه الجهات هي جزء من الشراكة المجتمعية بإدخال مؤسسات خاصة ورجال أعمال لإجل تقديم الدعم لإنجاح المُبادرة ودعم المُستشفى كما أن الشراكة المجتمعية هذه ليست فقط في المستشفيات بل لدينا برامج كِسوة الشتاء ,وهنالك برامج ثقافية ورياضية وقوافل صحية للمناطق الأقلّ نمواً.
*دكتورة ماهي الأهداف التي تنتظرون تحقيقها؟
ـ تسعى الجامعة بأن يكون تأثير الشراكة المجتمعية إيجابي وملموس ويمكن قياسه على المجتمع المحلي وإنسان السودان بشكل عام في شتّى أشكال الشراكة للخدمة المجتمعية
*بصراحة هل وجدتم أي تجاوب من داخل الجامعة وخارجها؟
ـ التجاوب قد حدث بأكثر من النصف ولدينا كثير من المؤسسات تحمل نفس المُسمّى (الشراكة المجتمعية) مما سهل لنا إيصال الفكرة لهم وقبولها ونشر هذا النوع من الثقافة في السودان.
*هل فكّرتم في إشراك آخرين لتقوية المُبادرة؟
ـ الشراكة المجتمعية تعني أصلاً ربط وخلق شبكة من الشراكات عبر مُذكرات يوقعها الطرفين لتحقيق أهداف ومشاريع محددة وكلما توسّعت الشراكة زادت الفائدة.
*هنالك خدمة مجتمعية سابقة تقدّمها الجامعة مثل القوافل الطبية ومُخيمات أمراض العيون وإصحاح البيئة وفي مجال طب الأسنان فماذا أضفتم؟
ـ الشراكة الإجتماعية توحِّد العمل في كُل الكُليات والمراكز الموجودة بالجامعة ودعمها بشراكات مع مؤسسات عامة وخاصة والخدمات هذه لا تزال موجودة وهدفنا توحيد الخدمة المجتمعية.
*نفّذت التقانة وأسهمت في إمتصاص تفشّي بعض الأمراض مثل الكورونا ومكافحتها ثم نظمت ورش حول التبصير بخطورة أمراض الكوليرا والأنيميا المنجلية والسرطان ,فهل تضعون في إعتباركم تكرار مثل هذه الخدمات؟
ـ مؤكد وبصورة سنوية ستكون لدينا أيام علاجية حسب الأيام للإحتفال مثلا بأكتوبر الوردي بسرطان الثدي وإذا تفشّت أمراض كالكورونا وحُمّى الضنك أو أي وباء يصيب المجتمع ونتابع بحسب منظمة الصحة العالمية, كما نقوم بعمل شراكة مجتمعية أيضاً أثناء السيول أو أية كوارث أُخرى .
*قدّمت الجامعة مائة منحة للفئات الفقيرة من الطلاب الناجحين هذا العام وأعلن رئيس الجامعة أن تلك المنح خدمة مجتمعية للمتفوقين .. حدّثينا عن الخطوة وما حقّقته من إيجابيات؟
ـ نحن نعمل عبر أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر وهي إستراتيجية تابعة للأمم المتحدة خاصة بالتعليم العالي ومن ضمن هذه الإستراتيجية الإهتمام بالفقراء والمساواة والمرأة والبيئة وفي منهجية المنح في هذا العام بالذات راعينا لفئات عديدة أهمها تركيزنا على المتفوقين والأيتام , كما هنالك منحة أخرى كانت لأصحاب الإنجازات في البحث العلمي والإقتراحات ثم للنساء المتفوقات لتمكين المرأة كما في منحة (أماني ريناس)كما لدينا منح خصّصناها لمناطق النزاعات وللأجئين ثم منحة العلاقات الخارجية للدول الأُخرى ثم منحة لأبناء العاملين وراعينا أهمية تمكين المرأة وتأهيل الشباب حيث تقدّم للمنحة أكثر من ألفي طالب وأجرينا عمليات الفرز بشفافية بدون أية وساطات.
*هل هُنالك مشاريع أُخرى ؟
ـ سوف نقوم بعملية مسح شامل عن طريق عمل إستبيانات للمنطقة المحيطة بالجامعة لتحديد المشكلات التي يمكن أن نقوم بحلها بوجود شركاء الجامعة بشراكة مع مؤسسات أُخرى .
*ماهي أشهر التجارب المُفيدة على المستوى المحلي والدولي؟
ـ مشاريع الشراكة المجتمعية ليست واضحة في السودان وقد تكون موجودة ولكن بمُسمّى آخر تتمثل في خدمة المجتمع أو الأعمال الخيرية .
*هل يمكن أن تُحل المسؤولية المجتمعية إخفاق الحكومات في توفير الإحتياجات؟
- نتعامل بشكل إنساني بحت حيث فتحنا المنح لكل الناس بشكل متساوي على إعتبارات المساواة في الجنس والنوع في كل الشراكة المجتمعية معتمدين في ذلك معايير الأُمم المتحدة (المساواة)فقط.